كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

فائدة

صفحة 180 - الجزء 1

  عن طريق الحقّ، وبفساد هذا المعنى قالت العدلية. خلافاً للمجبرة.

  قلنا: ذلك ذمٌّ لِلّهِ تعالى وتزكيةٌ لإبليس وجنوده وذلك كفرٌ.

«فائدةٌ»

  الطَّبْعُ على القلب المشارُ إليه في القرآن بقوله تعالى: {كَذلِكَ يَطبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}⁣[غافر: ٣٥] والختم المذكور بقوله تعالى: {خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ}⁣[البقرة: ٠٧] لا يمنع الكافر من الإيمان عند العدليّة. وقالت المجبرة: بل يمنع، والأكثر منهم فسّروهُ بخلق الكفر. وقيل: هو خَلْقُ القدرةِ المُوجِبَةِ لَهُ.

  قلنا: كُلٌّ من هذينِ التّفسيرينِ فاسدٌ لُغَةً وعقلاً، أمّا اللُّغةُ: فلم يُنقل عن أحدٍ من أهل اللُّغةِ وضعهما لِمَا ذكروه. وأمّا العقلُ: فَلِمَا تقدّم من بطلان أنْ يكون الكفرُ بخلق الله تعالى وبإِيجاب القدرة، وينتقض تفسيرهم أيضاً بقوله تعالى: {بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ}⁣[النساء: ١٥٥] أي: بسبب كفرهم، فجعل الطّبع غير الكفر. قال بعض أهل العدل واعتمده المهدي #: ويجوز أن يكونا بمعنى جَعْلِ عَلَامَةٍ لأنّ الطبع في اللغة هو الرقم الثّابت، والختمُ هو السَّدُ والرّتْقُ فهما علامة جعلها الله على قلب كل كافرٍ مأيوس الإيمان؛ كنُقطة سَوْدَاء مثلاً كما ورد في بعض الآثار، وإنّما جعل الله تلك العلامة ليتميّز ذلك الكافر للملائكة $، وفيه نوعُ لطفٍ لأحد