كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

تعريف علم الكلام والأدلة من الكتاب والسنة

صفحة 37 - الجزء 1

  أنَّ عليَّاً # كان يكاتب معاوية بن أبي سفيان بكتب محذوفة التسمية، وفيه يقول الشاعر:

  يدل على وجد الهمام كتابه ... وتخليفه للصدر عن مّن يكاتبه

  والمراد بالبداية باسم الله تعالى أن يُذكر في أول الأمر إسمٌ من أسماءِ الله تعالى مثل: بسم الله، أو الله، أو الرحمن الرحيم، أو الرّب، أو غير ذلك.

  قلت: لا يبعدُ أنّ للتسمية على تلك الهيئة أرجحيّة لما في الكتاب العزيز من قوله: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ١ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢}⁣[الفاتحة]. ولقوله ÷: «، مفتاح كل كتاب» رواه السيوطي في الجامع الصغير عن الخطيب في الجامع عن أبي جعفر مرسلاً، ولا يبعدُ دعوى الإجماع على ذلك.

  نعم: ولا بأس بتحقيق الأسماء الشّريفة التي اشتملت البسملةُ عليها.

  فنقول: أمّا الجلالةُ فذهب المتكلمون إلى أنّها إسمٌ لله تعالى بِإزاء صفة ذاتٍ، وتلك الصّفة هي: صفاتُ الكمال اللّاتي لأجلها تحقُّ له العبادة، ومعنى أنه موضوع بإزائها: أنه إذا أُطلق يُفهم منه تلك الصفات، وهو مشتقٌّ من الألَه وهو الفزعُ كإِلاَهٍ وهو فعال بمعنى: مفعول كإمام بمعنى: مأموم، لكنّه قد صار إسم جنسٍ لمن يحقُّ له ذلك.

  وقال البلْخي: بل هو مشتقٌّ من وَلَهِ الْعِبَادِ أي: فزعهم.

  قلنا: إذاً لقيل: ألْوِلاَهُ لا