كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

تعريف علم الكلام والأدلة من الكتاب والسنة

صفحة 39 - الجزء 1

  لو كانا مجازين على ما زعموا لافتقرا إلى القرينة وهما لا يفتقران بل لا يجري لفظ رحمن مطلقاً، ورحيم غير مضافٍ إلّا له تعالى. وليستا لُغويّتين لإستلزامهما التشبيه لو كانا كذلك. ورحيمٌ منقول إذ هو كلمةٌ تستعمل للخالق والمخلوق، ففي المخلوق لا يجوز إلّا بحذف التّعريف وإثبات الإضافة هكذا قيل.

  قال الدواري: والصحيح أنه يجوز بالتعريف وحذف الإضافة للخبر الذي فيه: «ألَا وَإنّ العالم الرحيم» وأمّا رحمنُ فهو غير منقولٍ إذ لم يُطلق على غير الباري لغةً البتّة، وقولهم: رحمنُ اليمامة كقول الصوفية: اللهُ للمرأة الحسناء. وأمّا الرحمة فإنما أُثبتت للباري على سبيل المجاز بعد وجود خلقه تشبيهاً لفعله بفعل ذي الْحُنُوِّ والشّفقة فلا يصح إدّعاء إشتقاق الرحمن الرحيم منها.

  إعلم: أيّها الطالب للعبادة أنه لا ينبغي لك الإشتغال بها قبل معرفة المعبود.

  (وَأنّ أوَّلَ ما يَجِبُ) والواجب في أصل اللُّغة: السّاقِطُ كما يقال: وجبت الشمس أي: سقطت، ومنه قوله تعالى: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}⁣[الحج: ٣٦].

  والثَّابِتُ. قال #: إذا وجب المريض فلا تبكه باكية. وهو في