المسألة السابعة عشرة في الآلام
  ثواباً، ولا على القبيح ذَمّاً ولا عقاباً، يُؤَيّدُ ذلك قول الله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَآءَ اللهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلَآ آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ حَتّى ذَاقُوا بَأسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِنْ عِلمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلّا تَخرُصُونَ}[الأنعام: ١٤٨] وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذينَ أَشرَكُوا لَوْ شَآءَ اللهُ مَا عَبَدْنا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا البَلَاغُ المُبِينُ}[النحل: ٣٥] فحكى الله عن المشركين أنّه ما شَاءَ شركهم، وأكذبهم ووبّخهم على ذلك وأخبر أنهم يتّبعون الظَّنَّ وقد قال تعالى: {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئًا}[النجم: ٢٨] وأخبر أنهم يخرصون والخُرص: هو الكذبُ ثم قال تعالى: {قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا}[الأنعام: ١٤٨] وهذا لا يقال إلَّا للمبطل (فَثَبَتَ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ) مذهبنا (أنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُرِيدُ الظُّلْمَ وَلَا يَرْضَى الْكُفْرَ وَلَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) وبطل ما قاله المخالف.
«المسألة السابعة عشرة» [في الآلام]
  في الآلام وما في حكمها، وما يتعلّقُ بها من الأعواض وغيرها. والألمُ هو: المعنى الْمُدْرَكُ بِمَحَلٍّ الْحَيَاةُ فِيهِ مع النّفرة منه والذي في حكمه: الغم وهو علمُ الواحد منّا أو ظنُّه، أو إعتقادُهُ لنزولِ مَخُوفٍ في المستقبل، به أو بمن يُحِبُّ، وإنّما قلنا: إنّ الغمَّ في حكم الألم لأنّ العوض يُستحقُّ عليهما معاً. وقد يُقال الْمَرْجِعُ به