كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

تنبيه

صفحة 211 - الجزء 1

  والتحريق قال تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النّارِ يُفْتَنُونَ}⁣[الذاريات: ١٣] أي: يُعذَّبونَ وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}⁣[البروج: ١٠] معناه: حرَّقُوهم. وثالثها: بمعنى الإغواء عن الدين قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الجَنَّةِ}⁣[الأعراف: ٢٧] معناه: لا يغوينكم عن الدين. ورابعها: بمعنى: الكفر والضلال قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ}⁣[البقرة: ١٩٣] معناه: حتّى لا يكون كفر وضلال، ولا يجوز في الآية التي ذكرنا شيءٌ من هذه المعاني سوى الإمتحان (فَثَبَتَ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ أنَّ جَمِيعَ الآلَامِ وَالنَّقَائِصِ لَا بُدَّ فِيهَا مِنَ الْعِوَضِ وَالإعْتِبَارِ) وبطل ما قاله المخالفُ.

«تنبيهٌ»

  لا بأس بعد تقرير كلام الكتاب أن نأتيَ بتحصيل القول في الآلام على تأسيس صاحب الأساس أمير المؤمنين أيّده الله تعالى فنقول: الأَلمُ لا يخلُو إمَّا أنْ يكون من الباري تعالى أو من المخلوق، إن كان من الباري تعالى فلا يخلو إمّا أنْ ينزله على غير مُكلَّفٍ أو على مُكلّفٍ، إن كان الأوّل حسُن منه تعالى لمصلحةٍ يعلمها الله تعالى لأنه عدلٌ حكيمٌ لا ينزل الألمَ إلّا لمصلحةٍ لذلك المُؤْلَمِ وذلك