كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

تنبيه

صفحة 227 - الجزء 1

«تنبيهٌ»

  جميع ماذكرنا من الأحكام الثابتة للقرآن في المسألتين فهو في سائر الكتب المنزّلة كذلك. والكتب التي أُنزلت على الأنبياءِ مائةُ كتابٍ وأربعة كُتُبٍ: أُنزل منها على شيث # خمسون كتاباً، وأُنزل على إدريس # ثلاثون كتاباً، وإسمُ إدريس بلغة الأعاجم أخنوخ وهو أوّل مَنْ خَطّ بالقلم، وأُنزل على إبراهيم # عشرةُ كُتُبٍ، وأُنزل على موسى # قبل التوراة عشرةُ كُتُبٍ، وأُنزل الزبور على داوود #، وأنزلت التوراة على موسى #، والإنجيلُ على عيسى #، والقرآنُ على نبيئنا مُحَمَّدٍ ÷. ورُوي أنّ صُحُفَ إبراهيم # أُنزلت أول ليلة من رمضان، وأُنزلت التوراة لِسِتّ ليالٍ من رمضان بعد صحف إبراهيم بسبعمائة عامٍ، وأُنزل الزبور لإثنتي عشرة ليلة من رمضان بعد التوراة بخمسمائة عامٍ، وأُنزل الإنجيلُ لثمان عشرة ليلة من رمضان بعد الزبور بألف عامٍ ومائتي عامٍ، وأُنزل الفرقانُ لأربع وعشرين ليلةً من رمضان بعد الإنجيل بستمائة وعشرين عاماً، وكل هذه الكتب مخلوقةٌ قبل بِعْثَةِ من أُنزلت عليه من النبيئين قضى بذلك الأَثر النّبويُ.

  وللقرآن خَاصّة نُزُولَانِ: نُزُولٌ إلى سماءِ الدُّنيا وذلك في شهر رمضان، أُنزل جملةً في ليلة القدر كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}⁣[البقرة: ١٨٥] وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ}⁣[القدر: ٠١] النزول الثاني: نزولُهُ على النبيء ÷ فكان نُزُولُهُ من سماءِ الدّنيا إلى النبيء ÷