المسألة التاسعة عشرة أن القرآن محدث
  النّحل لما تحتاج إليه وعرّفها سُبُلَهَا قلتُ: وفي روايةٍ صحّحها الدواريُّ أنّ الملك الأعلى يأخذه من اللوح المحفوظ، والقلم يكتبه بأمر الله تعالى له، وهذه الرواية معارضة برواية الهادي #. ويقع في كلام أئمتنا $ عدم صحة القول بإثبات القلم واللوح؛ وهذه الكيفية تجري في سائر الكتب. وفي الثعلبي: أنّ الله تعالى أودع جميع ما أنزل في الكتب في هذه الكتب الأربعة المتأخرة ثم أودع ما في التوراة والإنجيل والزبور في القرآن ثم أودع ما في القرآن من العلوم المفصّل ثم أودع علوم المفصل الفاتحة. وفي الأثر عن أمير المؤمنين # أنه يتمكّن من تفسيرها بما يُكتبُ في أوراقٍ تُوقِرُ سبعين بعيراً. وكانت صحف إبراهيم # أمْثَالاً مضروبةً وعبراً، فيها: (أَيُّها الملكُ المسلّط إني لم أبعثك لجمع الدّنيا بعضها إلى بعضٍ، ولكني بعثتك لتردّ عنّي دعوة المظلوم) وفيها: (وعلى العاقل أن يكون له أربعُ ساعاتٍ: ساعةٌ يُناجي فيها ربّهُ، وساعةٌ يحاسبُ فيها نفسهُ، وساعةٌ يفكّر في صنع اللهِ، وساعةٌ يخلُو فيها لحاجته من المطعم والمشرب ونحو ذلك) وكانت صحف موسى [#] عِبَراً، فيها: (عجباً لمن أيقنَ بالموت ثم هو يفرح، وعجباً لمن أيقن بالقدَر ثم ينصب، وعجباً لمن رأى الدُّنيا وتقلّبها بأهلها ثم اطمأنّ إليها) إلى نحو ذلك.