فرع
«فرعٌ»
  القرآنُ كُلُّهُ عربيٌّ، وقال قوم منهم ابن الحاجب وابن عباس وعكرمة والباقلَّاني: فيه رُوميٌّ وهو القسطاسُ، وفارسيٌّ وهو سجِّيل، ومشكاةٌ للطاقة الغير النافذة فإنها هندية، وهذا لا يصح عندنا بل هي عربيّة - طابقت لغة الروم، والفرس والهند - لقوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}[الشعراء: ١٩٥] وقوله تعالى: {إنَّآ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[يوسف: ٠٢].
  واعلم أنّ ترتيب نزول القرآن على النبيء ÷ ليس هو على النحو المرسوم في المصحف في السور والآيات بل من السور ما هو متأخرٌ في كتابة المصحف وهو متقدّمٌ في النزول، وكذلك الآياتُ. وإنّما كان تسوير السُّوَرِ وترتيبها وترتيب الآيات بتوقيفٍ من النبيء ÷ كان يأمرهم بوضع الآيات مواضعها، وإن نزل منها شيءٌ بعد شيءٍ، وكان يأمر في السور كذلك، ورتبّه ÷ في حياته كذلك. قال الدواريُّ: ما خلا سورة التوبة فمات ÷ ولم يُبيّن موضعها، وكانت قِصّتُهَا شبيهة بقصّة الأنفال فقُرنت إليها.
  قلت: في عموم كلامٍ لإمامنا أيّده اللهُ تعالى - ذكره في بعض جواباته - ما يُشعر بنفي التخصيص. وما يقولُهُ المفسرون: هكذا ذكر في المصحف والأثر، يعنُون بذلك: مصحف عثمان وما نسخ عليه