فائدة
  ولم يخالفه في رسمٍ ولا قراءةٍ، وفيه ما يخالف اصطلاح النُّحاة. والسّببُ في نسبته إلى عثمان: أنّ الصحابة كثر إختلافهم في المصاحف في ولاية عثمان.
  قال إمام زماننا أيّده الله تعالى بل لأنّ بعض الصحابة كتب التفسير بين كلام القرآن كابن مسعود، كالتفاسير في زماننا، فجمعت الصحابةُ المصاحف في ولاية عثمان، ووقع اإتّفاقٌ من عليّ # ومن الصحابة على مصحفٍ أمر عثمان باتِّباعه وشدّد في النّهي عن خلافِهِ وهي كلُّها متّفقةٌ في السور لكن كان في بعضها إختلاف في شيءٍ من الإعراب، وقراءة القُرّاءِ، ومواضع فصل الآيات، ونحو ذلك. وأمر عثمان بأن يُكتب على تلك النسخة سِتُّ نُسخٍ وفُرِّقتْ في النّواحي، وأمر باتِّباعها وشدّد في ذلك. وأمّا ما رُوي أنّ عثمان هو المؤلِّف له فذلك باطل لأنّه لا دليل صحيحٌ يدلُّ على ذلك، ولعلَّ الرّاوي لذلك من الذين مردُوا على النفاق. وورد في الأثر أنهم يُجْلَوْنَ عن الحوض ويُطردون. ولو سلّمنا صحة الرِّواية فهي من رواية الآحاد، والقرآنُ شرّفه الله تعالى لا يثبتُ بالآحاد وكذلك ترتيبُهُ، وإلّا لجوّزنا تعكيسه وتحويل كلماته التي تختل بذلك التحويل والتعكيس معانيها. وقوله تعالى: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[المائدة: ٠٣] وقوله تعالى: {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: ٠٩] يقضي ببطلان ذلك، هكذا ذكره إمامنا أيَّدهُ الله تعالى آمين.
«فائدةٌ»
  في فضل تلاوة القرآن قال الدواري: روى عثمان بن عفان العسقلاني عن