العقل
  إدراكٌ فهو في منزلة المعنى الموجود في الحدق، وهي بمنزلة المشاهدة. وقال المهدي # والمعتزلة: بل هو مجموع العلوم العشرة الضرورية، وقد جمعها الإمام المهدي # في قوله:
  فَعِلْمٌ بِحَالِ النَّفْسِ ثُمَّ بَدِيهَةٌ ... كَذَا خِبْرَةٌ ثُمَّ المُشاهَدُ رَابِعُ
  وَدائِرَةٌ، وَالقصْدُ بَعدَ تَوَاتُرٍ ... جَلِيُّ أُمورٍ والتَّعَلُّقُ تَاسِعُ
  وعاشِرُها تَمْيِيزُ حُسْنٍ وضِدِّهِ ... فَتِلْكَ عُلُومُ العَقْلِ مَهْمَا تُرَاجِعُ
  بيانها: أمّا العلمُ بحال النفس فالمراد علمه بكونه مُريداً أو كارهاً ومشتهياً أو نافراً وغير ذلك.
  ومعنى البديهة نحو: ما يعلم أنّ العشرة أكثر من الخمسة.
  والخِبْرَةُ يعني: ما كان يُستند إلى الخِبرة والتجربة نحو: كون الحجر تكسر الزجاج والنار تحرق القطن.
  والمُشاهَدُ يعني: علم ما يُشاهده وذلك واضح.
  والدّائرة يعني بها علمه بالقسمة الدّائرة بين النفي والإثبات نحو: زيد لا يخلو إمّا أن يكون في الدّار أوْ لَا ونحو: الشيء لا يخلو من كونه موجوداً أو معدوماً، فيعلم أنه لا يصح إجتماع الأمرين ولا يخلو من أحدهما.
  والقصد المُراد به: علمه بمقاصد المخاطبين الجليَّة نحو أن يقول الغيرُ: أرأيتَ زيداً، فإنك تعلم مقصده الذي هو الإستفهام عن رؤية زيدٍ.
  وقوله: بعد تواتر، المراد به: العلم بِمُخْبَرِ الأخبار المتواترة كتواتر الأخبار بمكة فإنه يعلمها من لّا يُشاهدها لتواتر الأخبار، خلافاً لأبي هاشم فإنه لم يعدّ