المسألة العشرون في النبوءة
  الناقضة للعادة كفلق البحر وقلب العصا حيّة إذ في ظهورها عليهم حطٌّ لمرتبة الأنبياءِ وقد صرّح بذلك المهدي #.
  (وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى) الأصل الأوَّلِ وهو (أنَّ الْمُعْجِزَ ظَهَرَ عَلَى يَدَيْهِ عَقِيبَ دَعْوَة النُّبُوءةِ أَنَّه جَاءَ بِالقُرآنِ) وذلك معلومٌ ضرورةً عند من عرف الأخبار وروى السِّيَرَ والآثار وَجَعلهُ مُعجزاً لَه وذلك معلومٌ ضرورةً كما مرّ (وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْ غَيْرِهِ) قبله وإنّما جُعِلَ القرآنُ عمدةً من بين سائر المعجزات لكونه منقولاً بالتّواتر بلا خلافٍ، وغيره وإن كان قد تواتر كحنين الْجِذْعِ عند أئمتنا $ والبغدادية، إلّا أنّ شهرة تواتر القرآن أكثر ولهذا خالف أبو علي وأبو هاشم في تواتر غيره، ولِمَا تضمّن من العلوم الغيبيّة، ولأنه في كل وقتٍ يُفْصِحُ بالتّحدي والدّلالة على العجز عن معارضته والإقرار بأنه معجزٌ. (وَ) وَجْهُ إعجازه - عند أئمتنا $ والجمهور - بَلَاغَتُهُ الخارقةُ للعادة لأنه ÷ (تَحَدَّى بِهِ) فُصحاء العرب (فَلَمْ يَأْتُوا بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ) ومعنى التّحدي: هو طلبُ الفعل ممّن عرف الطَّالبُ عجزه عنه إظهاراً لعجزه عنه (وَإِنَّمَا لَمْ يَأْتُوا بِهِ لِعَجْزِهِمْ عَنْهُ فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ الْقُرْآنُ مُعْجِزَةً ظَاهِرَةً عَلَى يَدَيْهِ عَقِيبَ دَعْوَة النُّبُوءة مِنْهُ ÷، وَذَلِكَ) ظاهرهُ أنّ الإشارة راجعةٌ إلى الأصول الثلاثة وهي: أنه جاء بالقرآن، وأنّه جعله معجزةً له، وأنه تحدّى به العرب، فتكون كلها محتاجة إلى الفحص والتفتيش. وصاحبُ الخلاصة جعل الأوَّلَيْنِ مما لا يحتاج