تنبيه
  عينيْ رسول الله ÷ وبياض أسنانه فوجده كما ذكر في التوراة فكان ذلك سبباً لإسلامه، وكذلك عبدالله بن سلام لمّا عرفه بالعلامات المذكورة في التوراة الدّالة على نبوءته كان ذلك سبباً لإسلامه، وكذلك فإن في التوراة في السِّفْر الثاني: البشارةُ بالنبيء ÷ وهو قول الله تعالى: «جاء الرّبُّ من سِينَاء وأشرق من سَاعِيرَ وأنور وَاسْتَعْلَنَ من جبال فَارَانَ» والمراد بذلك. أمْرُ الرَّبِّ، وهي: البشارة بموسى، وعيسى، ومحمد À، لأن جبال مكة هي جبال فاران. وإذا تظاهرت الأدلّة على نبوءته ÷ وهو ما قدّمنا من ظهور المعجز عليه، والبشارات الواردة في الكتب المتقدّمة (ثَبَتَ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ أَنَّ مُحَمَّداً ÷ نَبِيءٌ صادِقٌ) ووجب الإقرارُ بذلك، والمتابعة له فيما جاء به، كما لزم فيمن تقدّم من الأنبياءِ $.
«تنبيهٌ»
  يشتمل على ثلاث فوائد:
  الأُولى: في أنّه ÷ مُرْسَلٌ إلى الثّقلين: الجن والإنس وذلك معلوم ضرورةً من دينه ÷، ومعلومٌ من إجماع المسلمين، وعليه من الكتاب قولُهُ تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَآفَّةً لِّلنّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[سبأ: ٢٨] وقال