تنبيه
  تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف: ١٥٨] وقال تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرآنَ} إلى قوله تعالى: {يَا قَوْمَنَآ أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الأحقاف: ٢٩ - ٣١] وقال تعالى حاكياً عن الجنّ: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}[الجنّ: ١ - ٢] وقرّرهم تعالى على ذلك، فدل على أنّهم مكلّفون بما فيه. وفي الأثر عن النبيء ÷: «بُعِثْتُ إلى الأحمر والأسود» والأسود عِبَارَةٌ عَنِ السُّودان والعرب لتقارب ألوانهم. والأحمر عبارة عن التُّرك والروم ونحوهم مما لا خضرة في ألوانهم. فأمَّا غيرُ نبيئنا ÷ فلا يُقطع بأنه بُعِثَ إلى الكافّة وإنْ جاز. وحكى الشيخ أبو القاسم عن قوم: أنّ الأنبياءَ كلهم مبعوثون إلى الكافة. وإذا تقرّرت هذه الدّلالة لم يصح ما قاله بعضهم: إنه يجوز أن يكون في المكلّفين من لم تبلغه دعوة النبيء ÷ فلا تلزمه شريعته، لأنه إذا ثبت كونه مُرسلاً إلى الكافّة وجب أن يكون لهم طريقٌ إلى العلم بنبوءته، وشريعته وَتَوفُّر الدّواعي إلى نقل ذلك إليهم نقلاً مُتواتراً، وتوفُّر دواعيهم إلى البحث عن ذلك وطلبه حتّى يحصل لهم العلم، ويتمكّنوا من ذلك ولو لم يكن كذلك كُلِّفُوا ما