المسألة العشرون في النبوءة
  فمنهم من قال: إنه يُفعل بصاحب الذّنب ما يستحقُّهُ من العقاب ثم ينقطع، ويُفعل به ما يستحقُّهُ من الثواب ويدوم ولا ينقطع. ومنهم من قال: إنّ الله يُوفِّي أقلهما في الدنيا: ثواباً كان أو عقاباً، ويفعل الآخَرَ في الآخرة ويدومُ. ومنهم: من أطلق صحة اجتماعهما، وقولهم باطل، لأنّ الثَّواب دائمٌ والعقاب دائمٌ، وهما مُتنافيان فاستحال اجتماعُهُما إذ يستحيل كون الواحد مُعظَّماً مُسْتَخَفّاً به في حالةٍ واحدةٍ في وقتٍ واحدٍ من فاعلٍ واحدٍ فيتساقطا وهو معنى التكفير والإحباط وأمّا إذا فعل المكلفُ طاعاتٍ ثم فعل معصيةً أحبطتْ ثَوابَهُ، ثمّ تاب بعد إنحباطِ ثَوَابِهِ على الطاعات السابقة فهل يعود أوْ لَا؟ ففي ذلك ثلاثة أقوال.
  الأوّلُ: لا يعود ثوابُهُ مطلقاً إذ بعقاب تلك الكبيرة صار ذلك الثّواب كالمعدوم لسقوطه بالموازنة فلا سبيل إلى عوده؛ وهذا مذهب أبي هاشم، وجمهور البصريين، وبنى عليه إمام زماننا أيّده اللهُ تعالى.
  الثاني: يعود مطلقاً وهو مذهب بشر بن المعتمر، وأبي القاسم، والنجاري من البهشميّة.
  الثالث: التّفصيل لا يعود ما كان قد اجتمع قبل فعل الكبيرة، ولا الذي منعت الكبيرة عن استحقاقه من وقت فعلها إلى وقت التوبة، ويعود الاستحقاق المتجدّد في المستقبل وهو قول: ابن الملاحمي، والإمام المهدي #. قال بعض أصحابنا وهو الموافق للقواعد والأُصول إذ كان المانع من إستحقاق الثواب على تلك الطاعات هو إستحقاق