كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

النظر

صفحة 46 - الجزء 1

  وعلى هذا حمل قوله تعالى في قصة المنافقين: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ}⁣[التوبة: ١٢٧] معناه: قلَّب بعضهم حدقته السّليمة في جهة البعض الآخر إلتماساً لرؤيته.

  وثانيها: نظر المُقابلة يقال: الجبلان يتناظران، والدّاران يتناظران معناه: يتقابلان ويدل عليه قول الشاعر:

  إذَا نَظَرَتْ إلَّي جِبَالُ أُحُدٍ ... أَفَادَتْنِي بِنَظْرَتِهَا سُرُورا

  معناه: قابلتني. قال الدّواري: فيه نظر إذ مقصود الشاعر بنظر جبال أُحُدٍ: تقليب أحداقها أوردَه على جهة الإستعارة والتَّجوُّز.

  وثالثها: نظر الإنتظار وهو التَّوقُّع لحصول أمرٍ في المستقبل ومنه قول الشاعر:

  وُجُوهٌ يَوْمَ بَدْرٍ نَاظِرَاتٌ ... إلَى الرَّحْمَنِ يَأْتِي بِالْخَلاصِ

  معناه: منتظرة وعليه حمل قوله تعالى في قصة بلقيس السَّبئيّة:

  {وَإِنّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُونَ}⁣[النمل: ٣٥] بمعنى: منتظرةٌ.