النظر
  وعلى هذا حمل قوله تعالى في قصة المنافقين: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ}[التوبة: ١٢٧] معناه: قلَّب بعضهم حدقته السّليمة في جهة البعض الآخر إلتماساً لرؤيته.
  وثانيها: نظر المُقابلة يقال: الجبلان يتناظران، والدّاران يتناظران معناه: يتقابلان ويدل عليه قول الشاعر:
  إذَا نَظَرَتْ إلَّي جِبَالُ أُحُدٍ ... أَفَادَتْنِي بِنَظْرَتِهَا سُرُورا
  معناه: قابلتني. قال الدّواري: فيه نظر إذ مقصود الشاعر بنظر جبال أُحُدٍ: تقليب أحداقها أوردَه على جهة الإستعارة والتَّجوُّز.
  وثالثها: نظر الإنتظار وهو التَّوقُّع لحصول أمرٍ في المستقبل ومنه قول الشاعر:
  وُجُوهٌ يَوْمَ بَدْرٍ نَاظِرَاتٌ ... إلَى الرَّحْمَنِ يَأْتِي بِالْخَلاصِ
  معناه: منتظرة وعليه حمل قوله تعالى في قصة بلقيس السَّبئيّة:
  {وَإِنّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُونَ}[النمل: ٣٥] بمعنى: منتظرةٌ.