كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

تنبيه

صفحة 287 - الجزء 1

«تنبيهٌ»

  أُختُلِفَ في عموم شفاعة النَّبيء ÷ لسائر الأُمم، فمنهم من قال: شفاعته ليست عامّة، وإنّما هي لأُمَّتِهِ فقط ومنهم من قال: لها ولسائر الأُمم. قال الدواريُّ: وهذا هو الذي تقضي به الآية يعني: قوله تعالى: {وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}⁣[الإسراء: ٧٩] وكذلك ظاهر الآثار وهو الصحيح. ويقال: هل لأحدٍ من الأنبياءِ غير نبيئنا ÷ شفاعةٌ؟

  قلنا: نعم لهم شفاعةٌ مقبولةٌ عند ربِّهم رفعاً لمنازلهم وإكراماً لهم بل قد ورد في الآثار: للعلماءِ والشُّهداءِ في الحديث عن النبيء ÷: «يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةُ أَصْنافٍ: الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْعُلَمَاءُ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ» وقال ÷: «يُؤْتَى يوم القيامة بمنابرَ من ذهبٍ مرصّعةٍ بالدُّر والياقوت مجلّلة بالديباج والإستبرق ثم ينادي منادي الرحمن: أين جلساءُ أُمّة محمد، أين من أهدى إلى أُمّة محمد عِلْماً أراد به وجه الله تعالى، ثم يؤتى بالعلماء فيقعدون على تلك المنابر ثم يقال لهم: إشفعوا تُشفّعوا ثم ادخلوا الجنة» وفي الأثر عنه ÷: «يشفع الشهيد لسبعين من أهل بيته، فإن لّم يكونوا فلسبعين من جيرانه» وغير ذلك من الأخبار المؤدّية إلى هذا المعنى.

«المسألة السادسة والعشرون» [في الأَمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

  في الأَمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ووجهُ إلحاقِ هذه المسألة ومسائل الإمامة بباب الوعد والوعيد - على ما هو اعتماد الشيخ وكثير من المتكلمين - أنّ