معاني النظر
  $، وصفوة الشيعة، والمعتزلة، وغيرهم؛ ووجوبه من جهة العقل ومن جهة السّمع على ما نُبيّنهُ، وإنّما قالوا بوجوبه لأنه (المُؤَدِّي) أي: الموصل (إلَى مَعْرِفَةِ الله تعالَى) وهو موجبٌ لها. وأنكر أبو علي الأسواري وصاحب الجوهرة ذلك وقالا ليس بموصلٍ إليها ولا موجبٍ لها، وإنّما هو شرط إعتياديٌّ كما يُشترط في الحفظ الدرس، وعلى القولين فالمعرفة هي المقصودة، ولكن لَوْلَاهُ لَمَا حصلت، واختلفوا أيّهما أحقّ بأنْ يُطلق عليه أنه أوّلُ الواجبات، فقالت الزيدية والمعتزلة البصريّة: الأحقّ بهذا الإسم النّظر لأنه سابقٌ لتأدية المعرفة. وقالت البغداديّة: الأحق بهذا الإسم المعرفة لأنها المقصودة وإنّما هو وَصْلةٌ إلى حصولها، وخالف في وجوبه قوم، منهم: أهل المعارف والتقليد، ومنهم: أهل الحَيْرةِ قالوا: وجدنا كل فرقة قد بذلت وسعها وأفضى بها النّظرُ إلى صحة إعتقادها وبطلان إعتقاد مخالفها فوجب اطّراح النظر، ومنهم: أهل التّكافُؤ قالوا: وجدنا كل فرقة قد أقامت البراهين على إعتقادها، واعتقدت أنّ ما نظر فيه المخالفُ لها، شبهةٌ، وليس بعض ذلك أولى من بعضٍ فوجب اطّراح النظر.
  والجواب: أنّ الدلالة الصحيحة قد دلتنا على وجوب النظر عقلاً وسمعاً، فلا يُترك ما دلت عليه الدّلالةُ الجليّةُ لأجل أمرٍ محتملٍ أمّا من جهة العقل فالمعلوم قطعاً أنّ شكر المنعم واجبٌ وإنّ الإخلال به قبيحٌ قطعاً وجهله يستلزم الإخلال بشكره على النعم لأن توجيه الشكر إلى المنعم مُترتّب