المسألة السابعة والعشرون في إمامة علي #:
  الدَّليلُ الخامسُ على إمامته: #: ما ثبت أنّه أفضلُ الناس بعد رسول الله ÷ وباقي الصحابة مَفْضُولُونَ، وإمامةُ المفضول لا تصحُّ. قال بعضُ أصحابنا: لكن هذا لا يدل على إمامته بل على بطلان إمامة مَنْ سواه فقط.
  ومن مشهور فضائله: فضيلة القرابة، وفضيلة النّجابة، وفضيلة طِيبِ المنشإِ، وفضيلة السَّبْقِ، وفضيلة العلم، وفضيلة الصَّبر، وفضيلة الصِّدق والوفاءِ، وفضيلة التّخصيص بالكرامات الْمُنَبِّهَةِ على عُلُوِّ منزلته عند الله سبحانه.
  أَمَّا فضيلةُ القرابة: فلأنّه ابنُ عمِّ النبيء ÷ لأبيهِ وأُمِّهِ وشاهدُ ذلك قول أبي طالب:
  إِنَّ عَلِيّاً وَجَعْفَراً ثقَة ... عِنْدَ شِدَادِ الأُمُورِ وَالْكُرَبِ
  لَا تَخْذُلَا وَانْصُرَا ابْنَ عَمِّكُمَا ... أَخِي لِأمِّي مَنْ بَيْنِهِمْ وَأَبِي
  ولذلك فإنّه # لمّا علم بإحتجاج قُرَيْشٍ على الأنصار بِالْقُرْبَى قال: احتجُّوا بالشَّجرة، وأضاعوا الثّمرة وقال في معنى ذلك:
  فأِنْ كُنْتَ بِالشُّورى مَلَكْتَ أُمُورَهُمْ ... فَكَيْفَ تَلِيهَا وَالْمُشِيرُونَ غُيَّبُ
  وَإنْ كُنْتَ بِالْقُربَى حَجَجْتَ خَصِيمَهُمْ ... فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيءِ وَأقْرَبُ
  وأمّا فضيلةُ النّجابة: فلأنَّ نسبه هو نسبُ النّبيء ÷، لم يفرق بينهما من الأُمّهات إلّا فاطمة بنت أسد بن هاشم، أمُّ عليّ #، وفضائلها مشهورةٌ وممّا يُؤَيّدُ ذلك: حكاية الحاكم ¦ في كتابه (تنبيه