كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة السابعة والعشرون في إمامة علي #:

صفحة 313 - الجزء 1

  الغافلين) عن النبيء ÷ أنه قال: «إن الله تعالى خلق روحي وروح علي قبل أنْ يخلق آدم # بما شاءَ الله فلمّا خلق آدم # أَودع أَرواحنا صُلْبَهُ فلم يزل ينقلها من صُلْبٍ طاهرٍ إلى رَحِمٍ طاهرٍ، لم يصبها دنسُ الشِّرك، ولا عهر الجاهليّة حتى أقرّها في صُلْبِ عبدالمطلب ثم أخرجها من صلبه فقسمها قسمين فجعل رُوحِي في صُلْبِ عَبْدالله ورُوحَ عَلِيٍّ في صُلْبِ أبي طالب. فعليٌّ مِنِّي، وأنَا مِنْ عَلِيٍّ، نَفْسُهُ كنفسي، وطَاعَتُهُ كطاعتي، لا يُحبُّنِي مَنْ يُبْغِضُهُ وَلَا يَبْغَضُنِي مَنْ يُحِبُّهُ».

  وأمّا فضيلة طِيب المنشإ: فلأنَّ النبيء ÷ هو الذي كَفَلَهُ، وَآوَاهُ، وَأدَّبَهُ، وَرَبَّاهُ. فلم يسجد # لصنمٍ ولم يقع في مَأْثمٍ، وقد بيّن ذلك # في بعض خُطبه المذكورة في نهج البلاغة فقال: (وقد علمتم موضعي من رسول الله ÷ بالقرابة القريبة، والمزيّة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليدٌ يضمُّني إلى صدره، ويكتنفني في فراشه، ويمسّني جسده، ويشمني عرقه، وكان يمضغ الشيءَ ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبةً في قولٍ ولا خطلةً في فعلٍ).

  وأمّا فضيلةُ السَّبق: فلأنه # أولُّ ذَكَرٍ آمَنَ بالنبيء ÷، وصَلّى معه، وله مع فضيلة السبق، فضيلةُ العصمة، وفضيلة إِيتَاءِ الحكمة في حال صغره ومن شعره في معنى ذلك:

  سَبَقْتُكُمُ إِلَى الإِسْلَامِ طُرّاً ... غُلَاماً مَا بَلغْتُ أَوَانَ حُلْمِي

  وَآتَانِي وَلَايَتَهُ عَلَيْكُمْ ... رَسُولُ اللهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمِّ