كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة السابعة والعشرون في إمامة علي #:

صفحة 315 - الجزء 1

  وإجماع أكثر الصحابة في ذلك الحال على استغنام الفرصة في أخذ حقِّه والإستئثار بالأمر دونه. وعِظَمُ الصّبر على قدر عِظَمِ البلوى، وعِظَمُ البلوى على قدر عِظَمِ حَالِ الْمُبْتَلَى، وقد مدح الله سبحانه الصّابرين، وجعل من ثواب بعضهم إستحقاق الإمامة فقال سبحانه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِايَاتِنَا يُوقِنُونَ}⁣[السجدة: ٢٤].

  وأمّا فضيلةُ الصِّدق والوفاءِ: فلأنه # لم ينكث عهداً ولم يُخْلِفْ مَوْعِداً؛ وشَاهِدُهُ في ذلك قول الله سبحانه: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ فَمِنْهُم مَن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ}⁣[الأحزاب: ٢٣] وهو علي #، وقوله سبحانه: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}⁣[الإنسان: ٠٧].

  وأمّا فضيلةُ التخصيص بالكرامات المُنبِّهة على عُلُوِّ مرتبته [#] عند الله تعالى فهي أكثر من أن تُحصى، كما قد نظم ذلك الإمام المنصور بالله # في شعره الذي يقول فيه:

  رُدَّتْ لَهُ شمْسُ الضُّحَى وَرَدُّهَا ... مِنْ أَعْظَمِ الآيَاتِ وَالْفَضَائِلِ

  وَلَوْ عَدَدْتَّ مَا قَضَيْتَ حَقَّهُ ... وَمَنْ يعُدُّ حَبَّ رَمْلٍ هَائِلِ

  وَصُرِفَتْ عَنْهُ لِغَيْرِ مُوجِبِ ... بَلْ لِهَنَاتٍ قَبْلُ أوْ دَغَائِلِ

  ومن الأخبار الدَّالة على فضائله # وإمامته ما رُوي بالسند