كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

تنبيه

صفحة 319 - الجزء 1

  والجن كُتّاب، والإنس حسَّاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب».

  ولنقتصر على هذا القدر الذي هو قطرة من مطرة ومجّة من لجة مما يدل على أن عليّاً [#] أفضل الأُمة بعد رسول الله ÷، وأنه أَولى الخلق بمقام رسول الله ÷ {إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى الْسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}⁣[ق: ٣٧] ولعمري إنّ الأمر في ذلك واضحٌ كضوء المصباح بل كفلق الصّباح، ولا يجد المخالف عشر المعشار في أَئمته الذين ادّعى فضلهم وإمامتهم، ممّا جاءَ في أمير المؤمنين #، ولكن تعامى وتجاهل وضل عن سواءِ السبيل وأَضل:

  وليس يصح في الأَفهام شيءٌ .... إِذا احتاج النهار إِلى دليل

  ولكن الأَمر كما قيل:

  لهوَى النفوس سريرة لا تعلم ... كم حار فيه عالم متكلم

«تنبيه»

  لا بأس بذكر شُبَهِ المخالفين، والردّ عليها، وحكم من تقدّم عليّاً (#) في الإمامة، وحكم من أحربه، وحكم من توقّف في إمامته؛ لأنّ هذه المسألة ممّا يحسُن فيها التّقرير لِمَا فيها من كثرة الشِّقاق بين الأُمّة.

  فنقول: احتجَّ من قال بأنّ النص في أبي بكر جليٌّ بأَنه ÷ نصَّ على إمامته نصّاً جليّاً.

  والجوابُ: أنّ هذا النص إن كان آحاديّاً لم يصح التعلُّق به في هذه المسألة لأنها قطعيَّةٌ، وإن كان متواتراً وجب أنْ يكون معلوماً ظاهراً لكل من يلزمه فرض الإمامة، لأنّ التكليف متى تعلّق بشيءٍ وجب أن يكون طريقه معلومةً على الحدّ