كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة السابعة والعشرون في إمامة علي #:

صفحة 322 - الجزء 1

  يُعتد بأكابر الصّحابة الذين رأْسُهُم عليٌّ #، فإنّ المنقولَ عنهم، والمعروفَ من حالهم - عند من له أدْنَى بحثٍ في السِّيَرِ والتّواريخ - المنازعةُ والإختلافُ الشّديد، هذا عليٌّ # فإنه لمّا قال له العباسُ بن عبدالمطلب بعد وفاة رسول الله ÷ أُمْدُدْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ، فيقول النّاسُ عَمُّ رسول الله ÷ بَايَعَ ابْنَ أَخيه فلا يختلف إثنان فقال #: (لو كان أخي جعفر، وعمي حمزة حَيَّيْنِ لفعلتُ). ورُوي أنّه # قال في جوابه لمعاوية: (وزعمتَ أنّي لكل الخلفاءِ حسدتُ، وعلى كلهم بغيتُ، فإن يكن ذلك كذلك فليس الجناية عليك فيكون العذرُ فيها إليك. وقلتَ إنّي كُنْتُ أُقَادُ كما يُقاد الجمل المخشوشُ حتى أُبايع فلعمرُ الله لقد أردتَّ أن تَذُمَّ فمدحتَ، وأن تفضحَ فافتضحتَ، وما على المسلم من غضاضةٍ في أن يكون مظلوماً، ما لم يكن شَاكّاً في دينه، ولا مُرْتَاباً في يقينه، هذه حجة إلى غيرك قَصْدُهَا، ولكنِّي أطلقتُ لك بقدر ما سَنَحَ من ذلك) وقال #: (لَوْلَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَوُجُوبِ الْحُجَّةِ لِوُجُودِ النَّاصِرِ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوّلِهَا) قال هذا لما طُولِبَ بالبيعة بعد قتل عثمان. وقال # في خطبته المعروفة بالشقشقية: (أمّا واللهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافة وإِنه