كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة السابعة والعشرون في إمامة علي #:

صفحة 323 - الجزء 1

  ليعلم أنّ محلي منها محل القطب من الرّحى ينحدر عنّي السيل ولا يَرْقَى إِليَّ الطير فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً، وطفقت أَرْتَئي بين أن أَصُول بيدٍ جَذَّاءَ أو أصبر على طخيةٍ عمياءَ يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأيت أنَّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذىً وفي الحلق شجاً، أرى تُراثي نهباً، حتى مضى الأوّل لسبيله فأدلى بها إلى فلانٍ بعدهُ، فيا عجباً! بينا هو يستقيلها في حياته إِذ عقدها لآخر بعد وفاته إلى آخر ما ذكره #).

  وروى عامر بن واثلة قال: كنتُ على باب السّقيفة يوم الشُّورى إذ دخل عليٌّ #، وأهل الشُّورى، وحضرهم عبدالله بن عمر فسمعتُ عليّاً [#] يقول: بايع الناسُ أبا بكرٍ فسمعتُ وأطعتُ، وبايعوا عمر فسمعتُ وأطعتُ، وتريدون المُبايعةَ لعثمان، فإذاً أَسمعُ وأطيعُ، ولكنِّي محتجٌّ عليكم: أُنْشِدُكُمُ اللهُ هَلْ فيكُمْ أَحَدٌ آخَاهُ رَسُولُ الله ÷ غَيْرِي؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، قَالَ: أُنشدكم الله هَلْ فيكُمْ مِنْ أحَدٍ لَهُ أَخٌ كَأَخِي جَعْفَر لَهُ جَنَاحَانِ أَخْضَرَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ غَيْرِي؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا قَالَ: أنشدكم بالله هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَهُ عَمٌّ كَعَمِّي حَمْزَة سَيِّد الشُّهَداءِ؟ قالوا: اللَّهم لا، قال: أُنشدكم الله هل فيكم أَحد له زوجة كزوجتي فاطمة سيدة نساءِ أهل الجنة؟ قالوا: اللَّهم لا، قال: أُنشدكم الله هل فيكم من له سِبطان كسبطيَّ: الحسن والحسين سيديْ شباب أَهل الجنة إِلَّا ابنيْ الخالة؟ قالوا: اللَّهم لا، قال: أُنشدكم الله وبحقّ نبيئكم هل فيكم من أَحد وحَّد الله تعالى قبلي؟ قالوا: اللَّهم لا نعلمه، قال: أُنشدكم الله هل فيكم من أَحدٍ صلّى إِلى القبلتينِ غيري؟ قالوا: اللَّهم لا، قال: أُنشدكم الله هل فيكم من أَحدٍ وَلِيَ غسل