كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة الثامنة والعشرون في إمامة الحسن بن علي @

صفحة 339 - الجزء 1

  في عنقه حين مات صليبٌ، وقيل: إنه كان منافقاً إِلى غير ذلك ممّا يدل على كفره. والمارقون: الخوارج.

  وأمّا حكم الذين تخلّفوا عنه، ولم يقولوا بإمامته بعد الثلاثة، كابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، ومحمد بن مَسْلَمَةَ، وكعب بن مالك، وأُسامة بن زيد، وغيرهم فاختلف فيه أصحابُنا فبعضهم حكم بمعصيتهم من غير فسق، ومنهم من قضى بفسقهم لتركهم نصرة أمير المؤمنين # وخذلانهم له وقد قال ÷ في خبر الغدير: «وَانْصُرْ مَنْ نَّصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ» ولا شبهة أنهم من الخاذلين، وقد دعا رسول الله ÷ على من خذل أمير المؤمنين # على القطع بالخذلان، ومن خذله اللهُ تعالى ودعا عليه رسول الله ÷ بالخذلان فليس من المؤْمنين.

«المسأَلة الثامنة والعشرون» [في إمامة الحسن بن علي @]

  في إمامة الحسن بن علي @ بعد أبيه عليّ كرم الله وجهه في الجنة. واختُلف في ذلك فقالت: الزيديّةُ، والإمامية، والمعتزلة: (إِنَّ الإمَامَ بَعْدَ عَلِيٍّ # إبْنُهُ الْحَسَنُ) وأنكرت الخوارجُ إمامته #. وزعم بعض الطُّغام أنّ الحسن إِمام إلى أنْ صَالَحَ معاوية ثم صار معاوية بعد ذلك إِماماً. وكان الأولى جمع الكلام في هذه المسألة والتي بعدها بأن يُقال: المسألة الثامنة والعشرون، والتاسعة والعشرون أنّ الإمام بعد علي # إبنُهُ الحسنُ ثم الحسينُ، لِأنّ الدليل على إمامتهما واحدٌ، وقد نبَّه عليه بقوله ( وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ: أنَّ النَّبِيءَ ÷ قَالَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ إِمَامَانِ قَامَا أوْ