كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة الثامنة والعشرون في إمامة الحسن بن علي @

صفحة 340 - الجزء 1

  قَعَدَا، وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا» ) وصحة هذا الخبر إمَّا لأنه متواترٌ على رَأْيٍ، أوْ مُتَلَقّىً بالقبول على آخر، ولأنّ العترة أجمعت على صحته؛ وإجماعهم حجّةٌ، وهو نصٌّ صريحٌ في إمامتهما، وفيه أيضاً تصريحٌ بأنّ عليّاً # إِمَامٌ لورود النّص فيه بأنّهُ خيرٌ منهما. ومن حق الإمام أن يكون أفضل أهل زمانه أو من جملة أفاضلهم بإجماع الصحابة على ذلك، وإجماعهم حجة بل في الخبر ما هو كالتصريح بإمامته لا لكونه أفضل بل لأنه ÷ قال: «الحسنُ والحسينُ إمَامَانِ قَامَا أوْ قَعَدَا وأبوهما خيرٌ مُنهُما» وليس المرادُ بذلك إلَّا أنّه خيرٌ منهما في الوصف الذي وصفهما به وهو الإمامةُ لا في غيره، ولهذا فإنّ قائلاً لو قال: زيدٌ شجاعٌ أو كريمٌ وعمرٌو خير منه لم يسبق إلى الفهم إلَّا أنه خير منه في الشجاعة أو الكرم، فهذا الخبر دالٌّ بالتصريح على إمامة أمير المؤمنين # (الدّليل الثاني) على إمامتهما: أنّ كل واحدٍ منهما قام ودعا وهو جامع لخصال الإمامة وهذه طريق الإمامة عندنا على ما يجيءُ إن شاءَ الله تعالى (الدليل الثالث): إجماع العترة على إمامتهما وإجماعهم حجة. (الدليل الرابع): أنّهما أفضل الآدَمِيِّينَ بعد أبيهما لإجماع العترة على ذلك؛ والأفضل لا تصح إمامة غيره مع وجوده. ( وَ) متى قيل دلالةُ الخبر على إمامتهما على الإطلاق فمن أيْنَ لكم هذا الترتيب الذي ادَّعيتم؟

  قلنا: (لَا شَكَّ أَنَّ) إمامة (الْحَسَن قبل) أخيه (الْحُسَينِ بِالإجْمَاعِ ) فدل الإجماع على التّرتيب؛ كما دلّ على عدم إستحقاقهما للأمر في زمان النّبيءِ ÷ لأنّ الخلق كُلَّهُم كانوا مُنقادين لأمره، وفي