المسألة الثامنة والعشرون في إمامة الحسن بن علي @
  زمان علي # لإنقيادهم لأمره أيضاً، فبقي ماعدا هذه الأزمنة داخلاً تحت النّص، فلو لم نقُل بإمامتهما @ لأجل الخبر لبطلت فائدة الخبر وذلك لا يجوز. فأمّا ما قاله الخوارج وغيرهم من القدح في إمامة الحسن لمَّا هادن معاوية وأنَّه سلَّم إليه الإمامة فتلك مقالة باطلة لأنّ إمامته ثابتةٌ بالنّص فلا يصحّ الخروج عنها. ولم يُسَلِّم الأمر لمعاوية بحيث يكون معاوية إِمَاماً ويخرُجُ عنها، فإنّ شيئاً من ذلك لا يجوز لا الخروج من الإمامة، ولا كون معاوية إمَاماً وقد قال تعالى: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}[البقرة: ١٢٤] وإنّما الذي كان من الحسن # كفُّ الحرب مع بقائِه على إمامته وإعتقاد ذلك، وإعتقاد كون معاوية على الباطل وأنّه غيرُ إمامٍ. وسبب الهدنة: أنّ الحسن # قدَّم عبيدالله بن العباس لحرب معاوية فأرسل إليه معاوية وقال: إن الحسن قد صالح، وخدع عبيدالله بن العباس بذلك، فأرسل عبيدالله بن العباس إلى معاوية يطلب منه الأمان لأجل الخديعة التي دسَّها إليه معاوية، فاضطرب عسكر الحسن بن علي [@] لأجل ذلك، وحَدَثَ على الحسن # من الخوارج ما هو معلوم من الإِنتهاب، وطُعِنَ # في فخذه، فلمّا رأى ذلك أُضطرَّ إلى صلح معاوية لِلْوَهَنِ الّذي لحق أصحابه، وقلّة ثقته بهم، فاستحسنَ المهادنةَ لعدم الأنصار وضعف عزائم من معه. والإمام يجوز له مصالحة الكفار والبُغاة وغيرهم عند عدم الأنصار ولا حرج في ذلك. وروي أنّ الحسين # قال لأخيه الحسن # عند صلح