كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة التاسعة والعشرون أن الإمام بعد الحسن أخوه الحسين @

صفحة 342 - الجزء 1

  معاوية: أَجَادٌّ أنت فيما أرَى من مُوَادَعَةِ معاوية؟ فقال: نعم فقال الحسين: إِنَّا لِلَّهِ وإنّا إليه راجعون، لو لم نكن إلّا في ألفٍ لكان ينبغي لنا أن نُقاتِل على حقِّنا حتّى يُترك أو الموتُ وقد أُعْذِرْنَا، قال الحسن: وكيف لنا بألفٍ من المسلمين إنّي أُذَكِّرُكَ اللهَ يا أخي ألَّا تَرُدَّ الأمْر عليَّ، أو تفسد عليَّ ما أُريد؛ فوالله مَا آلُوكَ وَنَفْسِي وَأُمَّةَ مُحَمَّدٍ ÷ نُصْحاً غير أنّك ترى ما نُقاسي من الناس، وما كان أبوك يُقاسي منهم حتى كان يرغب إلى الله في فراقهم صباحاً ومساءً، وإنَّا اليوم [لعدم الأنصار] في سعةٍ وعذرٍ.

«المسألة التاسعة والعشرون» [أنَّ الإِمَامَ بَعْد الْحَسَنِ أخُوهُ الْحُسَيْنُ @]

  (أنَّ الإِمَامَ بَعْد الْحَسَنِ أخُوهُ الْحُسَيْنُ @) لما ذكرنا من الإجماع على التّرتيب بعد ورود الدليل الدّال على إمامتهما والقول بإمامته # بعد أخيه الحسن #: هو مذهب الزيديّة، والإمامية، والمعتزلة، والخلاف في ذلك مع الخوارج فإنهم يُنكرون إمامته # كأخيه الحسن [#] على مامرّ. وعند الحشوية اليزيدية أنّ يزيد بن معاوية هو الإمام وأنّ الحسين خارجٌ عليه يَجُوزُ قَتْلُهُ.

  قلتُ: قاتلهم اللهُ لقد تسمّوا بالإسلام لفظاً لا معنىً. (وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ) وهو القول بإمامته #: ما قدّمنا من الحديث المقطوع بصحته وهو: ( قوله ÷: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ إِمَامَانِ