المسألة الثلاثون في بيان من يستحق الإمامة بعد الحسنين @
  لَيْتَ أَشْيَاخِي بَبِدْرٍ شَهِدُوا ... جَزَعَ الْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الأسَلْ
  فأهلُّوا واستهلُّوا فَرَحاً ... ثُمَّ قَالُوا يَا يَزِيدُ لَا شَلَلْ
  فَجَزَيْنَاهُمْ بِبَدْرٍ مِثْلَهَا ... وأقمنا مَيْلَ بَدْرٍ فَاعْتَدَلْ
  لَسْتُ مِنْ شَيْخَيَّ إنْ لَّمْ أَنْتَقِمْ ... مِنْ بَنِي أَحْمَدَ مَا كَانَ فَعَلْ
  وهذه الأبيات قال بعضها: ابنُ الزِّبَعْرَى شَاعِرُ قُرْيشٍ يَوْمَ أُحُدٍ وزاد يزيدُ البعضَ من أبياتها، فلابن الزِّبعرى الأوَّل والثالث، وليزيد الثاّني والرّابع، وكلامه هذا فيه أوْفَى دليلٍ على كفره لأنه جعل ما وقع من ذلك إنتقاماً بما فعله رسول الله ÷.
«المسألة الثلاثون» [في بيان من يستحقُّ الإمامة بعد الحسنين @]
  في بيان من يستحقُّ الإمامة بعد الحسنين @. والذي عليه الزيدية بأسرهم: (أنَّ الإِمَامَةَ بَعْدَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ @ فِيمَنْ قَامَ وَدَعَا مِنْ أَوْلَادِهِمَا فَقَطْ) ولو بَعُدَتْ درجتُه عنهما إذا كان ذَكَراً مُنْتَسِباً إلى أحدهما بِذَكَرٍ لم يتخلل بين آبائه أُنثى نكحها من ليس من ذرية الحسنين فولدت واحداً من آبائه، هذا إطلاقُ صاحب الخلاصة وشرح الأصول. والذي ذكره في الواسطة والفقيه حميد أنّ هذا مذهب الجارودية من الزيدية دون الصالحية فإنّ مذهبهم كمذهب المعتزلة كما نذكره الآن. وذهبت المرجئة، والمعتزلة، والمجبرة، إلى أنَّ الإمامة بعدهما في سائر قريش، والأكثرون منهم قالوا: لا تصلُح في غيرهم، ومنهم من قال: تصلُح الإمامة في غيرهم وهذا القول ظهر في أيّام المنصور منهم والمهدي. وعند