تنبيه
صفحة 54
- الجزء 1
  في الأنبياء، والملائكة، والصالحين من يعرف الله ضرورةً، وغيرُهُم دلالةً.
  القول الثالث: ذكره ابن متّويه وهو أيضاً للفقيه حميد أنّ الله تعالى يُعْلمُ ضرورةً جُملةً وتفصيلاً دَلالةً.
  والجواب: أنه تعالى لو كان معلوماً ضرورةً لكان الجاهلُ به معذوراً إذ العلم الضروري حاصل من جهة الله تعالى لا إختيار للعبد فيه، ومعلوم أنّ الكفار غير معذورين، وللزم أن يشترك العقلاءُ في العلم به - ومعلوم أنهم مختلفون - وأنه لا ينتفي العلم به بشكٍّ ولا شبهةٍ ومعلوم أن بعض من برز في هذا الفن واشتهر به خالجتهم الشُّبَهُ حتى أنّ بعضهم أفضى به ذلك إلى التعطيل كابن الرّاوندي وأبي عيسى الورّاق.