كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة الثلاثون في بيان من يستحق الإمامة بعد الحسنين @

صفحة 357 - الجزء 1

  الشارع علّمنا كل شيءٍ حتى قضاء الحاجة، فكيف يُقال: بأنّه ترك بيان أهم شيءٍ في الدين وأعظمه وهو الإمامة، ولأنّه ÷ لم يُهمل أُمّته في حال حضوره، ولا تركهم بلا زعيم يختاره لهم في كل غيبةٍ فأَحقُّ وأوْلَى ألَّا يهملهم بعد وفاته ÷، ثم لو كانت بالعقد والإختيار لَمَا جاز لأبي بكر أنْ يجعلها في عمر من غير شورى، ولا جاز لعمر أن يجعلها في ستة مخصوصين؛ ولأنّ قولكم - في أبي بكر: خليفة رسول الله ÷ - يُوهم إستخلاف النبيء ÷ له وهم يقولون هم الذين استخلفوه، ولذلك قيل إن أبا بكر لمّا كتب إِلى أُسامة بن زيد كتابه الذي يقول فيه: من أبي بكر خليفة رسول الله ÷ إِلى أُسامة بن زيد أمَّا بعدُ: فإنّ المسلمين وَلَّوْنِي على أَنفسهم فإذا قرأت كتابي هذا فاقْدِمْ أنْتَ ومن معك، أجابه أُسامة بكتابه الذي يقول فيه: من أُسامة بن زيد مولى رسول الله ÷ إِلى أَبي بكر بن أبي قحافة أمَّا بعدُ: فإِنك كتبت إليَّ كتاباً ينقض آخِرُهُ أَوَّلَهُ؛ فلو كنتَ خليفة رسول الله ÷ لم تحتج إِلى ولاية المسلمين، ورسول الله ÷ توفّي وقد أَمَّرنَي عليك فمن أَمَّرَكَ عليَّ بعده فخلِّ المكان لأَهله؛ وَالْحَقْ بِمَوْضِعِكَ الذي أمَرَكَ به رسول الله ÷.

  وممّا يبطل قول العباسيّة ومن وافقهم - أن طريقها الإرث - أنّ العباس ¥ كان أَولى العصبات بالنبيء ÷ ولَمْ يَدَّعِهَا