كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

خاتمة في الفرقة الناجية

صفحة 359 - الجزء 1

  وإلى ها هنا تم ما أَردنا وكمُل ما أَوردنا من شرح الثلاثين المسألة الواجبة معرفتها على الأَعيان على كل مكلَّف فالحمد لله على هذه النعمة العظيمة والمنَّة الجسيمة.

  قال الشيخ: (وَهَذِهِ ثَلَاثُونَ مَسْأَلَةً فِي أصُولِ الدِّينِ يَجِبُ) على المكلَّف (الْمَصِيرُ فِيهَا إِلَى الْعِلْمِ الْيَقِينِ وَلَا يَجُوزُ لِأحَدٍ) من المكلَّفين فيها (التَّقْلِيدُ) بل لا بُدّ من النظر لِمَا قرّرنا من الأَدلّة على وجوبه فيما سلف بعد إِيراد كلام المخالفين فلا نحتاج إِلى إِعادة ذلك. ومن الأَدلّة على ذلك أنّ الله سبحانه قد ذَمَّ المقلّدين، وعابهم في التقليد فقال وهو أَصدق القائلين: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعِوُا مَآ أَنزَلَ اللهُ قَالوُا بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَآ أَوَلَوْ كَانَ آبَآؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يهْتَدُونَ}⁣[البقرة: ١٧٠] إلى غير ذلك من الآيات ولقوله ÷ المروي عنه بالإسناد الموثوق به: «من أَخذ دينه عن التّفكُّر في آلاء الله وعن التدبُّر لكتابه والتفهُّم لسنتي زالت الرواسي ولم يَزُل، ومن أَخذ دينه عن أَفواه الرجال وقلَّدهم فيه ذهبت به الرجال من يمين إِلى شمال وكان من دين الله على أَعظم زوال» وكفى بذلك زاجراً عن تقليد الرجال، وباعثاً على النّظر والإستدلال، فينبغي للعاقل أن يجتهد في خلاص نفسه من عذاب يومٍ يَوَدُّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئِذٍ ببنيه وصاحبته وأَخيه وفصيلته التي تُؤْيه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه.

[خاتمة في الفرقة الناجية]

  ولنختم هذا الشرح المبارك إن شاء الله تعالى ببيان الفرقة النّاجية إذ ذلك من المُهمّات واللَّوازم فنقول: