كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

خاتمة في الفرقة الناجية

صفحة 362 - الجزء 1

  ينجس منهم ما ينجس من غيرهم فلا يحمل على معناه الحقيقي الذي هو النجاسة، وتطهيرُهُ لهم الأَوزار بأَلطافه، وتوفيقاته - ثبت أنّهم على حقّ في عقائدهم وأَعمالهم؛ لأنه سبحانه لا يطهر الفجرة وإنما يُطهّرُ البررة فصح أنّهم أطهارٌ ناجُون، وأنّ ما أجمعوا عليه حجة يجب الرجوع إليه لأَنَّه حقٌّ لا باطلٌ. وقال ÷: «إِنّي تارك فيكم ما إِن تمسّكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أَهل بيتي إِنّ اللطيف الخبير نبّأني أَنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأُمّة واشتهر ولم يقدح أحد منهم في صحته بل تلقَّوه بالقبول.

  وقال في الأَساس: (بل هو متواتر). وفيه دلالة على أنّ العترة $ على حق من وجوه:

  منها: أنه ÷ أمَّنَنَا من الضّلال إِذا تمسكنا بهم فلو كان مذهبهم الذي يُجمعون عليه خطأً وضلالاً، لَمَا حسُن منه أن يُؤَمّنَنَا من الضلال عند تمسُّكنا بهم لأنّ ذلك يكون كذباً وتلبيساً على العباد وتغريراً وهذا لا يجوز عليه ÷ لأنّه معصوم عنه، فلو جاز عليه لبطلت عصمته، وانتقض الغرض ببعثته، لأنّ الغرض بها إذا كان تعريف مصالح العباد فلا شبهة أنّ الكذب، والتلبيس يبطلها؛ وحاشا له ÷ عن ذلك وهو أَمِينُ الله في أَرضه، والمتحمّل لشرائعه فإذا لم يجز عليه ذلك قضينا بأنّ العترة $ على الحق الذي يجب على كل عاقل