كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة الأولى الكلام في إثبات الصانع

صفحة 62 - الجزء 1

  كثير منها كالحوادث اليومية (والدَّليلُ علَى ذَلِكَ) المذهب الصحيح وهو أنّ هذا العالَم لا بُدّ له من فاعلٍ مختارٍ من وجوهٍ كثيرةٍ اعتمد كثيرٌ من الموحّدين منها دليل الدّعاوِى وهو الذي ذكره في الكتاب لِمَا ورد على غيره من الأسئلة التي يصعبُ الجواب عنها إلَّا بالرجوع إليه، وأوّلُ من حرّر هذا الدليل هو الشيخ أبو الهذيل، وذكر الشيخ أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص أنه إبراهيم الخليل ~ كما حكاه الله عنه في آية الأُفُولِ. وقال السيد المؤيد بالله: إنّ الصحابة والتابعين كانوا يستدلُّون بالتأليف فيقولون: الْعَالَمُ مُؤَلّفٌ وكل مُؤلَّفٍ لابُدّ له من مُؤلِّفٍ، إلى أن جآء أبو الهذيل فحرّر هذا الدليل. وبيان هذا الدليل (أنَّ هذِهِ الأَجسامَ) على تنوُّعها: من حيوانٍ وجمادٍ ونامٍ وغير نامٍ (مُحْدَثَةٌ) والأجسامُ: جمعُ جسمٍ. وحقيقته: الطّويلُ العريضُ العميقُ ومعنى ذلك أنه مُؤْتَلف من أجْزآءٍ طُولاً، وعَرْضاً، وعُمقاً. وكثير من المتكلّمين يُعبِّر عن تلك الأجزاء بأنها جواهرُ وأنّ حقيقة الطول إئْتِلافُ الجوهرينِ أو الجواهر في سَمْتٍ واحِدٍ، وحقيقة الْعَرْضِ إئْتِلاف ما ذكر عن يمين الخَطّ أو يساره، والْعُمُقُ على ضربين: عُمُقٌ مطلقٌ وهو إئْتلاف الجوهر، أو الجوهرين، أو الجواهر المؤتلفة من أعلى إلى أسفل مع الصفيحة؛ وهي معنى الْعَرْضِ ويُعبَّر عنها بالسّطح