تنبيه
«تنبيهٌ»
  ذكر إمامُ زماننا أيّدهُ الله تعالى أن كون الفعل المُحكم لا يصح إلّا من عالمِ لا يحتاج إلى إستدلالٍ بل هو أمرٌ ضروريٌّ.
  ونقول لا مرية في إثبات الصّفة التي هي: العالميّة للعالِمِ، ولكن اختلفوا في المرجع بها، فعند كثير من المعتزلة وجماعة من الزيديّة أنّ للعالِمِ بكونه عالماً صفةً زائدةً على ذاته، راجعةً إلى الجملة في الشاهد وإلى الحيِّ في الغائب. وقال أبو الحسين وابن الملاحمي: المرجع بها إلى تَبَيُّنِ العالِمِ للمعلوم وهو تعلُّق العالِمِ بالمعلوم، ولم يُثبتا صفةً زائدةً على التّعلُّق للباري تعالى وللواحد منّا، إلّا أنّ أبا الحسين سمّى هذا التَّعلُّق صفةً لقلب الواحد منّا، وابن الملاحمي لم يجعل ذلك صفةً، وكلامهما هو المطابق لما عليه جمهور أئمتنا $ وقدماؤُهم من كون الصفات هي: الذاتُ على ما يجيءُ بيانُهُ وإقامة البرهان عليه إن شاء الله تعالى.
«تنبيهٌ»
  إذا تقرّر في العقول أنّ الله تعالى عالمٌ فمِن جملة ما هو عالمٌ به، ما سيكون، وهل يحتاج في علمه به إلى ثبوته في الأزل أو لا، خلافٌ بين العلماء فعند جمهور أئمتنا $ وقدمائهم وهو الذي مال إليه إمامُ زماننا أيّدهُ اللهُ أنّ علمه بما سيكون لا يحتاج إلى ثبوت ذلك المعلوم في الأزل، بمعنى: أنه يعلم الأشياء وهي في العدم المحض، لا ثبوت لها ولا وجود، وأنه لا يجوز أن يُوصف بالثبوت فيما لم يزل إلّا الله تعالى وحده لا شريك له. والله سبحانه قادر على أن يخلق خلقاً