خطبة الكتاب
  الوعد والوعيد وغير ذلك ونعني بالترتُّب: التُّرتب الأخص بحيث لا يكون أحدهما أصلاً والثاني فرعاً، فلا يرد دخول مسائل الشرع الفرعية في قيد التّرتُّب.
  وأمَّا ثمرته: فهي ثلاث فوائد: الأولى: أن يكون الإنسان من دينه على يقين، ومن علمه وعمله على بصيرةٍ، ليعرف ما يُقْدِمُ عليه من دينه، وما يُحْجِمُ عنه، وليخرج من ضمن من دخل في قوله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا العَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ}[البقرة: ١٦٦] وقول النبيء ÷: «لا تكونوا إمَّعَةً تقولون: إن أحسن الناس أحسنَّا وإن أساؤُوا أسأْنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم، إنه إن أحسن الناسُ أنْ تُحسنوا وإن أساؤُوا لم تُسيئوا» وقوله ÷: «تفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلاّ فرقة» فلينظر الإنسانُ لنفسه ليدخل مع الفرقة الناجية.
  الفائدةُ الثانية: أن يكون آمناً عن أنْ يخدعه عن الحق المبطلون، ويدخله في الضلالة الضَّالون، ويدخل في الخبر المأثور عن النبيء ÷: «من