المسألة الثالثة أن الله تعالى عالم
  ثابتةٌ في الأزل، بدليل أنه ما من دليل يصح أن يُستدل به على بُطلان أنّ أعيان العالم قديمة إلّا ويصح أن يستدل به على بطلان أن ذوات العالم ثابتةٌ في الأزل.
  وممّا يشهد بصحة ما قلنا الكتابُ والسُّنةُ وأقوالُ الأئمة. أمّا الكتابُ: فقول الله سبحانه: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}[مريم: ٠٩] وقوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الْدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا}[الإنسان: ٠١] وفي قوله سبحانه (مذكوراً) من التأكيد لنفي كون المعدوم شيئاً ما لا يجوز لمُسلمٍ إنكارُهُ.
  وأمّا السُّنّةُ: فما رُوي عن النبيءِ ÷ أنه قال: «كَانَ اللهُ وَلَا شَيْءَ» وأنّه ذكر في بعض خُطبه أنّ الله سبحانه مُشَيّءُ الأشياء.
  وأمّا أقوال الأئمة فقول أمير المؤمنين # في بعض خطبه: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي دَلَّ عَلَى وُجُودِهِ بِخَلْقِهِ، وَبِحُدُوثِ خَلْقِهِ عَلَى