خطبة الكتاب
  أخذ دينه عن التفكُّر في آلاءِ الله والتدبُّر لكتاب الله والتَّفهم لسنتي زالت الرَّواسي ولم يزُل، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال وقلَّدهم فيه ذهبت به الرجال من يمين إلى شمال وكان من دين الله على أعظم زوال».
  الفائدةُ الثالثة: أن يكون متمكناً من إرشاد الضَّالين، وهداية الغاوين، ويدخل في الحديث عن النبيء ÷ وهو قوله: «يَا عَلِيُّ: لَئِنْ يَهْدِي الله على يَدَيْكَ رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ علَيْهِ الشَّمسُ» وفي الحديث عن النبيء ÷: «ما أهدى المسلم لأخيه المسلم أفضل من كلمة حكمةٍ سمعها فانطوى عليها ثم علَّمه إيّاها يزيده الله بها هُدَىً أو تردّه عن ردىً، وإنها لتعدل عند الله إحياءَ نفس، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».
  وأمَّا استمدادُهُ: فمن العقل باستعمال الفكر في صنع الله تعالى، وقياس فعل الباري على فعلنا في الإحتياج إلى المُحدِثِ مع الإشتراك في الحدث، وسيأتيك نباؤُه.
  ومن السَّمع أيضاً، فيصح الإستدلال على الباري تعالى بالآيات المثيرة لدفائن العقول وهي: زُهاء خمسمائة آية عند أئمتنا $، والجمهور. وعند أبي رشيد وبعض متأخري صفوة الشيعة أنه يصح الإستدلال بالقطعيّ مطلقاً وعند