المسألة الخامسة أن الله سميع بصير
  وصُورهم، وألوانهم، وصفاتهم، وحركاتهم التي إنّما يعقلون دركها بالعيون والأبصار، إذ إدراك المخلوقين للأصوات والأشخاص بالأسماع والعيون التي ربّما كَلَّتْ، وتحيّرتْ، وأخطأتْ، وأدركت ظاهراً دون باطنٍ، وقصرت. ودركُ الله سبحانه وتعالى - لهذا كله - درك واحدٌ محيطٌ بما ظهر وما بطن، وبما بَعُدَ وقَرُبَ، وهو دَرَكُ علمه الذي لا يفوته من المدركات شيءٌ). وقول الهادي إلى الحق # في كتاب المسترشد: (معنى سميعٌ هو: عليمٌ، والحجّة على ذلك قول الرحمن الرحيم: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمَْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} والسِّر فهو ما انطوت عليه الضّمائرُ، وقوله {بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}[آل عمران: ١٥] يريد: (عالمٌ محيطٌ بكل أمرهم، مُطَّلِعٌ على خفيِّ سرائرهم). وقوله في كتاب الديانة: (وهو السميع البصير، ليس سَمْعُهُ غَيْرَهُ، ولا بَصَرُهُ سوَاهُ، ولا السمعُ غيرُ البصر، ولا البصرُ غيرُ السّمعِ). وقول القاسم بن علي # في كتاب التجريد: (واللهُ فعظيم الشأن، قويُّ السلطان، لم يزل مُدْرِكاً للأشياء قبل تكوينها، ولا فرق بين دركه لها بعد تكوينها ودركه لها قبل تكوينها).