كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة السادسة أن الله تعالى قديم

صفحة 116 - الجزء 1

  على تسمية الصفات - على الجملة - أُموراً لا أشياءَ، وثابتةً لا موجودةً، وأزليّةً لا قديمةً. وزوائد على الذات لا أغْيَارَ لها، وعلى وصفها بأنها لا شيءَ، ولا لا شيءَ، ولا قديمةٌ، ولا محدثةٌ، ولا موجودةٌ ولا معدومةٌ، وأنها لا تُعلم مع الذات ولا منفردةً؛ وأشباهُ ذلك ممّا لم يسبقهم إلى القول به مُوحّدٌ، ولا يتبعهم إلَّا مقلدٌ، وأصَّلُوا لهم من هذا أصلاً على جهة الإلجاء أنّ الصفات لا تُوصف. والحاجةُ إلى إبطال هذه المقالة وتقرير مذاهب الأئمة $ ومن وافقهم من القول بأنها ليست بأُمورٍ زائدةٍ على ذاته تعالى بل هي ذاته داعيةٌ. أمّا إبطالُ مذهبهم على الجملة، فهو أنه مذهبٌ حادثٌ بغير دليلٍ معقولٍ ولا مسموع، وكل مذهب حادث فهو باطلٌ لقول اللهِ تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}⁣[الأعراف: ٣٣] وقوله سبحانه: {وَمِنَ النّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيرِ عِلْمٍ وَلَا هُدىً وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ}⁣[الحج: ٠٨] وقوله في مثل ذلك {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّآ أَنزَلَ اللهُ بِِهَا مِن سُلْطَانٍ}⁣[النجم: ٢٣] وقوله: {إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}⁣[الأنعام: ١٤٨]. ولما روى الحاكم عن النبيء ÷ أنه قال: «يوشك أنْ يَنْتَقِلَ الشِّرْكُ