المسألة السادسة أن الله تعالى قديم
  مِنْ رَبْعٍ إلَى رَبْعٍ وَمِنْ قَبِيلَةٍ إلَى قَبِيلَةٍ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ: وَمَا ذَلِكَ الشِّرْكُ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَأْتُونَ بَعْدَكُمْ يَحُدُّونَ اللهَ حَدّاً بِالصِّفَةِ».
  وأيضاً فإن علمهم بذلك لا يخلو إما أن يكون عن التّفكر في الله، أو التفكر في غيره، أو عن التفكر لا في ذاته ولا في غيره، فإن كان عن التفكر لا في الله ولا في غيره فهو تفكر لا في شيءٍ، وإن كان عن التفكر في غير الله فالتفكر في غير الله سبحانه لا يُؤَدِّي إلى العلم بكيفية إستحقاقه لصفات ذاته، وإن كان عن التفكر فيه سبحانه فذلك باطلٌ لتحريمه سبحانه عليهم أن يقولوا عليه ما لا يعلمون، وقد أخبر سبحانه بأنّهم لا يحيطون به علماً، ولقول النبيء ÷: «تَفَكّرُوا فِي آلاءِ اللهِ وَلَا تَفَكَّرُوا فِي اللهِ» وقوله: «تَفَكَّرُوا فِي الْمَخْلُوقِ وَلَا تَفَكَّرُوا فِي الْخَالِقِ» ولقول أمير المؤمنين #: (مَنْ فَكّرَ فِي الصُّنْعِ وَحَّدَ، وَمَنْ فَكَّرَ فِي الصَّانِعِ أَلْحَدَ) وأيضاً: فإن أكثر أقوالهم متناقضة، وكل متناقضٍ فهو باطلٌ. مثال ذلك: قولهم الصّفاتُ لا تُوصف، ونقضهم لذلك بوصفهم لبعضها بالأزل، ولبعضها بالتّجدُّدِ، وكذلك قولهم إنها لا تُغَايَرُ نقضوه بجعلهم لبعضها مُقْتَضِياً وبعضها مُقْتضًى،