المسألة السادسة أن الله تعالى قديم
  ظاهر مذهبهم في قولهم إن صفات الله أمورٌ زائدةٌ على ذاته موافق لقول من قال صفاتُ اللهِ أشياءٌ غير ذاته، وأشباه ذلك ممّا لا فرق بينه إلّا ما جَرَوْا عليه من مجرّد الاصطلاح الذي لا يجوز قبوله فضلاً عن أن يجب. وممّا يشهد بصحة هذه الجملة من أقوال الأئمة $ قول أمير المؤمنين #: (بَايَنَهُمْ بِصِفَتِهِ رَبّاً كَمَا بَايَنُوهُ بِحُدُوثهمْ خَلْقاََ، فَمَنْ وَصَفَهُ فَقَدْ شَبَّهَهُ، وَمَنْ لّمْ يَصِفْهُ فَقَدْ نَفَاهُ، ووَصْفُهُ أنّهُ سَمِيعٌ وَلَا صِفَةَ لِسَمْعِهِ) وقوله: (وَكَمَالُ الإخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ بِشَهَادةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ، فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأهُ وَمَنْ جَزَّأهُ فَقَدْ جَهِلَهُ) وقوله: (وَمَنْ وَصَفَهُ فَقَدْ حَدَّهُ وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ وَمَنْ عَدَّهُ فَقَدْ أَبْطَلَ أَزَلَهُ) وقول ابنه الحسن # في جوابه لابن الأزرق الذي حكاه الحاكم في السفينة: (أَصِفُ إلهي بما وصف به نفسه، وأُعرّفُهُ بما عرّف به نفسه، لا يُدْرَكُ بالحواس ولا يُقاس بالناس). وقول القاسم بن إبراهيم # في جواب مسألة الطبريين: (فهذه صفته تعالى في الأيْنِيَّةِ. والذّاتُ ليست فيه ﷻ بمختلفةٍ، ولا ذات شَتَاتٍ، ولو كانت فيه مختلفة لكان إثنين أو أكثر في الذكر والعدد وإنّما صفتُهُ سبحانه هُوَ). وقول ابنه محمد # في كتاب الأُصول: (وصفتُهُ لذاته: هو قولنا لنفسه، نريد بذلك حقيقة وجوده) وقول الهادي إلى الحق # في كتاب المسترشد: (وليس قولنا: صفتان قديمتان