9 - مسألة وجوابها
  أي فيما بقي من أعمارنا، واجعل {وَمِن ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسلِمَةً لَكَ}[البقرة: ١٢٨] عند البلوغ بالأمر والنهي والتعليم لهم، وهذه المسألة فشبيهة بالتي قبلها والله أحمد وأعبد وأستعين.
٩ - مسألة وجوابها
  والمجبرة تسأل عن قول الله تبارك وتعالى: {وَلا تَحمِل عَلَينا إِصرًا كَما حَمَلتَهُ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ}[البقرة: ٢٨٦] أنه سبحانه إذا أطاعه عبده خفف عليه المحنة، وسهل عليه العمل بطاعته بلطف منه وتأييده له، جزاء منه لمن أطاعه والعبادة عليه خفة وازداد نشاطا في العمل لله، وهانت عليه الدنيا وشدائدها لأنه وعد الشاكرين الزيادة فقال: {لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ}[إبراهيم: ٧].
  ووصف عن نوح # أنه قال لقومه: {فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا} إلى قوله: {وَيَجعَل لَكُم أَنهارًا}[نوح: ١٠ - ١٢] ويكثر مثل هذا في القرآن. وإذا عصاه عاقبه فخلاه، وتركه من توفيقه في بلواه، فاشتد عليه اليسير من المحنة، وعظم عليه قليل المصائب، وثقل عليه فوات الضعيف من أمر الدنيا، وصار ماخف على المؤمنين بحسن اليقين عليه ثقيلا من الطاعة، والعمل لرب العالمين، فكلما ازدادوا معصية لله ازدادوا لطاعة الله بغضا ومن أوامره بعدا ولها رفضا، وذلك فعقوبة من الله لهم بكفرهم، وتماديهم في غيهم.