البساط،

الناصر الحسن بن علي الأطروش (المتوفى: 304 هـ)

19 - مسألة في الإستطاعة وجوابها

صفحة 166 - الجزء 1

  شاكِرًا عَليمًا}⁣[النساء: ١٤٧] وقال: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلّا وُسعَها}⁣[البقرة: ٢٨٦] والوسع في لغة العرب: القوة والطاقة، فهذا المعروف في لغة العرب.

  فلو كلف الله عباده كلهم البالغين منهم عبادته، والإيمان لأنفسهم من سخطه ووعيده بفعل ماأمر به، والإزدجار عما زجر عنه، علم أنه لم يكلفهم إلا مايطيقونه، وقد جعل لهم القدرة على فعله، وبذلك ثبتت حجته عليهم، وكان تعذيبه من عذب منهم بظلمه ومعاصيه حكمة وعدلا عليهم، والحمد لله شكرا.

  فإن لم يرض المخالف للحق بما بيناه وفسرناه، فلم يبق إلا التعلق بما هم عليه من الإجبار والإضطرار.

  يقال له عند ذلك: هل كلف الله عباده مايطيقون أوكلفهم مالايطيقون؟!

  فإن زعم أنه كلفهم مالايطيقون!

  قيل له: فلم زعمت أن الله منع الكافر من القوة على فعل الإيمان، وأمر أن يؤمن كما منع السماء أن تقع على الأرض اجبارا؟! ومامعنى الأمر والنهي والوعد والوعيد والمواعظ والذكر والكتب والرسل؟!

  فإن قال: لامعنى [لذلك أظهر كفره وجحده لربه، وإن زعم أن له معنى] سئل عن ذلك المعنى.

  فإن قال: أراد الله بذلك اقامة الحجة عليهم.

  قيل له: ماتنكر أن يمنع عبدا من عبيده بإخراصة من النطق والكلام ثم يبعث إليه رسولا يقول له: قل لا إله إلا الله محمد رسول الله ÷، وإلا