البساط،

الناصر الحسن بن علي الأطروش (المتوفى: 304 هـ)

20 - مسألة في الإرادة وجوابها

صفحة 167 - الجزء 1

  عذبتك في الدنيا والآخرة، يريد بذلك اقامة الحجة عليه وهو لايقدر على ماأمره به ثم يأمر رسوله بقتله، وسبي ذريته إن لم يقبل ماأمره بقوله، ويكون بذلك عدلا؟!

  فإن زعم أن ذلك لايجوز لأنه ظلم وجور!

  قيل له: فكذلك مادنت به وقلته [لايجوز لأنك زعمت أن الله يمنع عبده من الهدى] اجبارا، كما منعه من الكلام اجبارا، ثم يسأله - كما تزعم - أن يأتي بالإيمان والهدى الذي منعه منه، ويتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وإياه نعبد ونحمد ونستعين.

٢٠ - مسألة في الإرادة وجوابها

  إن سأل سائل من المجبرة القدرية فقال: أتقولون: إن الله ø أراد من جميع خلقه البالغين الإيمان؟ أم أراد ذلك من بعضهم دون بعض؟!.

  قيل له: بل نقول: إنه أراد ذلك من جميعهم!

  فإن قال: أتقولون: إنه أراد ذلك فلم يكن ما أراد؟

  قيل له: إن ارادته لذلك على ماتقدم به بياناً وقولنا في باب المشيئة، إرادة بلوى واختبار لا إرادة اجبار واضطرار، وبين الإرادتين على مابيناه قبل فرقان.

  ولو أراد ذلك منهم ارادة اجبار واضطرار كانوا كلهم مؤمنين، ولم يكونوا محمودين ولامثابين، بما أعده لمن أطاعه من ثواب المحسنين، ولو أراد أن يقهرهم ويجبرهم على الإيمان كان على ذلك قادرا كما أراد في أصحاب السبت فقال لهم: