3 - مسألة وجوابها
  ضلالهم يعمهون كالأعمى الذي يقلب طرفه فلا يبصر ولايدري كيف يتوجه فيصير قلبه مضطربا متقلبا وطرفه كذلك، ويكون كالحيران فجاز أن يقال: إن ذلك عقوبة من الله له وينسب إلى أنه الفاعل ذلك بهم كما قال جل ذكره: {إِنَّما نُملي لَهُم لِيَزدادوا إِثمًا}[آل عمران: ١٧٨] وقد قيل: إن معنى قوله: {وَنُقَلِّبُ أَفئِدَتَهُم وَأَبصارَهُم}[الأنعام: ١١٠] في النار {كَما لَم يُؤمِنوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُم}[الأنعام: ١١٠] في الدنيا {في طُغيانِهِم يَعمَهونَ}[البقرة: ١٥] وكلا التأويلين حسن جميل والحمد لله وحده.
٣ - مسألة وجوابها
  وكثيرا ماتسأل المجبرة عن قول الله سبحانه: {خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلوبِهِم وَعَلى سَمعِهِم}[البقرة: ٧] ويعتقدون أن ختم الله على ذلك منعها من فعل ماأمرها بفعله.
[معنى الختم]
  والختم أرشدك الله في كلام العرب ينصرف على وجوه:.
  فمنها: ختم الكتاب، وختم الكيس، إذا جعل الرجل خاتمه على الطين أوالشمع يكون عليه.
  ومنها: أن العرب تقول: ختم هذا الأمر بالسّفَه، وبما لايحسن.
  ومنها: التصديق والمتابعة على مايقول القائل في ذلك، مثل أن يقول قولا فيصدقه الآخر فيقول: أنت تختم على ما يقول ولاتنكر منه شيئا.
  ومنها الشهادة والإقرار على الإنسان بما قد عرف منه، وذلك مثل أن يعظه الواعظ ويامره برشد ويعاتبه فيراه غير قابل النصيحة ولاعتابه فيقول له: ختمت عليك أنك لاتفلح ولاتنجح، أي: شهدت عليك بذلك.