5 - مسألة وجوابها
٤ - مسألة وجوابها
  وكذلك ظن المجبرة السوء التي ظنت بربها في قوله: {فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا}[البقرة: ١٠] فتأويل ذلك أن الله جل ذكره أخبر عن المنافقين أن في قلوبهم كفرا وكبرا، وأنهم في شك مريب، فكانوا كلما أنزل الله على نبيئه ÷ سورة فيها أمره ونهيه، ووعده ووعيده، وقصصه وأمثاله، كذبوا بها وازدادوا بذلك كفرا إلى متقدم كفرهم، ومرض قلوب إلى مرض قلوبهم فجاز في كلام العرب أن يقال: زادهم الله فيما أنزل على نبيه # مرضا إلى مرضهم ونسب الله ذلك إلى نفسه لأنه الذي أنزل السورة التي ازدادت قلوبهم بها مرضا.
  ونظير ذلك أن يقول الإنسان قد وعظت فلانا فما زاده وعظي إياه إلا بعدا من الخير، ويقول: قد زدت فلانا غضبا بما أخبرته عن فلان، وزاده بما تلى عليه من القرآن كفرا إلى كفره، قال سبحانه عن نوح #: {قالَ رَبِّ إِنّي دَعَوتُ قَومي لَيلًا وَنَهارًا ٥ فَلَم يَزِدهُم دُعائي إِلّا فِرارًا ٦} إلى قوله: {وَأَصَرّوا وَاستَكبَرُوا استِكبارًا}[نوح: ٥ - ٧] فهم الذين فعلوا من الخلاف بما دعاهم اليه نوح فجاز أن يقول نوح إن دعاءه إياهم الذي زادهم فرارا وكفرا وانكارا.
  ويحقق ذلك قوله سبحانه في آخر الآية: {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}[البقرة: ١٠]، هذا تأويل هذه الآية وكل مافي القرآن يشبهها والحمد لله.
٥ - مسألة وجوابها
  وكذلك ماتضل به المجبرة من قول الله سبحانه: {اللَّهُ يَستَهزِئُ بِهِم وَيَمُدُّهُم في طُغيانِهِم يَعمَهونَ}[البقرة: ١٥] فيرون أن ذلك كإستهزاء العباد بعضهم ببعض، وإنما ذلك