البساط،

الناصر الحسن بن علي الأطروش (المتوفى: 304 هـ)

7 - مسألة وجوابها

صفحة 142 - الجزء 1

  وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى}⁣[طه: ١٢٣ - ١٢٤] لأنه لما أعرض عن ذكر ربه، وضل في الحياة الدنيا وعمي عن أمر ربه، وعن التقوى، حشر يوم القيامة على ضلاله الذي هو أعمى عن الهدى.

  ثم بين ذلك جل ذكره فقال: {رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا ١٢٥ قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى ١٢٦}⁣[طه: ١٢٥ - ١٢٦] معنى ذلك قد كنت أعطيتك بصرا تبصر به، وعقلا تعقل به، أمري وتعرف به آياتي وأمري، فنسيت آياتي وأمري.

  معنى نسيت: تركت ذلك فعاقبتك بأن تركتك من لطفي ورحمتي وحشرتك على ضلالك وكفرك لنعمتي.

  ثم قال جل ذكره زيادة في البيان، واثبات الحجة على ذوي الطغيان: {وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى}⁣[طه: ١٢٧] فالحمدلله على هدايته وتوفيقه، وأعوذ بالله من تركه وخذلانه.

٧ - مسألة وجوابها

  ومما جهلت المجبرة تأويله بلكنتها، على خلاف ماأنزله الله، قوله سبحانه: {وَإِذِ ابتَلى إِبراهيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} إلى قوله: {لا يَنالُ عَهدِي الظّالِمينَ}⁣[البقرة: ١٢٤] فمعنى ابتلائه إياه: امتحانه إياه لطاعته وأمره. وإتمام ذلك: إتمامه الدين والنور الذي أعطاه له، وحسن تعليمه إياه، وتبيينه له، فلما قبل أمر ربه وأدبه - اختاره للنبوة ورضيه واصطفاه للتبليغ عنه، واداء الرسالة ليأتم به العباد، ويفعلو كفعلة،