الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(7) المسألة السابعة إن الله تعالى لا يريد الظلم

صفحة 146 - الجزء 1

(٧) المسألة السابعة إن الله تعالى لا يريد الظلم

  إن الله تعالى لا يريد الظلم، ولا يرضى الكفر، ولا يحب الفساد.

  هذا هو مذهبنا، والخلاف في ذلك مع المجبرة، فإنهم يقولون: إن الله تعالى يريد كل ظلم وجور وقع في العالم، وما وقع في العالم من ظلم وجور فالله تعالى فاعله ومقدره.

  والدليل على صحة ما ذهبنا إليه وفساد ما ذهبوا إليه: أن هذا كله راجع إلى الإرادة، وإرادة القبيح قبيحة، والله تعالى لا يفعل القبيح، وهذه الدلالة مبنية على ثلاثة أصول:

  أحدها: أن هذا كله راجع إلى الإرادة.

  والثاني: أن إرادة القبيح قبيحة.

  والثالث: أن الله تعالى لا يفعل القبيح.

  ١ - فالذي يدل عليه: أن ألفاظ الإرادة والرضا والمحبة ألفاظ مختلفة، ومعناها واحد، بدليل أنه لا يجوز أن يثبت بأحد اللفظين وينتفي بالآخر، فلا يجوز أن يقول قائل: أريد أن تدخل داري وتأكل طعامي، ولا أرضى ذلك ولا أحبه، ولا تقول: أرضى ذلك وأحبه ولا أريده، بل يُعد من قال ذلك مناقضاً لكلامه، جارياً مجرى من يقول: أريد ذلك ولا أريده، وأحبه ولا أحبه، وأرضاه ولا أرضاه، فصح أن معنى هذه الألفاظ واحد.

  ٢ - والذي يدل على الثاني: وهو أن إرادة القبيح قبيحة.

  فالذي يدل عليه: ما نعلمه في الشاهد، من أن الواحد منا إذا كان من أهل الصلاح والفقه، ثم أخبر عن نفسه بأنه يريد