الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

(7) المسألة السابعة إن الله تعالى لا يريد الظلم

صفحة 148 - الجزء 1

  الخالص وما يؤدي إليه، ولا أعظم من نفع الطاعة؛ لأنها تؤدي إلى الثواب، فيجب أن يكون مريداً لها.

  والعسر هو الضرر الخالص، وما يؤدي إليه، ولا ضرر أعظم من المعصية؛ لأنها تؤدي إلى العذاب، فيجب أن يكون الله غير مريد لها.

  ويدل على ذلك قول الله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا}⁣[النساء: ٢٧] فأضاف الله تعالى إرادة الميل إلى غيره.

  ويدل على ذلك قوله تعالى بعد عَدِّهِ للمعاصي: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}⁣[الإسراء: ٣٨] فإذا كان الله تعالى كارهاً لها، بطل أن يكون مريداً لها.

  ويدل على ذلك قول الله تعالى: {وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}⁣[الزمر: ٧] وقول الله تعالى: {وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ}⁣[البقرة: ٢٠٥] وقد بينا أن معنى الإرادة والرضاء والمحبة واحد.

  ويدل على ذلك قول النبي ÷: «إن الله كره لكم العبث في الصلاة، والرفث في الصيام والضحك بين المقابر» فإذا كان الله تعالى كارهاً لهذه الأفعال، فكيف يجوز لمن يدعي الإسلام أن ينسب إلى الله تعالى إرادة قتل الأنبياء $، وسائر الفواحش، تعالى الله عما يقول المبطلون علواً كبيراً.

  دليل آخر: على أن الله تعالى لا يريد القبيح من العباد.

  أنه قد ثبت أن الشياطين يريدون القبيح من العباد، وقد ثبت أن الأنبياء $ كارهون لها، فلو كان الله تعالى يريد القبائح كما تزعمه المجبرة، لكانت الشياطين