الخلاصة النافعة بالأدلة القاطعة في فوائد التابعة،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

وأما الباب الرابع وهو الكلام في مسائل الوعد والوعيد وما يتبعهما

صفحة 176 - الجزء 1

  وهذه الدلالة مبنية على أصلين: -

  أحدهما: وهو أن النبي كان يدين بذلك ويخبر به، وهو لا يدين إلا بالحق.

  والثاني: أنه # لا يخبر إلا بالصدق ولا يدين إلا بالحق.

  ١ - فالذي يدل على الأول أن المعلوم ضرورة من دين النبي ÷ أنه كان يدعوا الخلق إلى طاعته، ومتابعته ويعدهم على ذلك الجنة التي عرضها السماوات والأرض، أعدت للمتقين، ويتوعد من خالفه وجحد ما جاء به النار، التي وقودها الناس والحجارة، أُعدت للكافرين.

  والقرآن الكريم ناطق بذلك، وذلك مما لا خلاف فيه بين المسلمين.

  ٢ - وأمل الأصل الثاني: وهو أن النبي ÷ لا يدين إلا بالحق ولا يخبر إلا بالصدق.

  فالذي يدل عليه: أن المعجز الذي ظهر على يديه، قد أمَّنَّا من وقوع الخطأ منه، فيما ندين به، والكذب في سائر أفعاله، على ما تقدم بيانه.

  ***